أبرم في عام 1995 عقد لتوريد البترول بين المحتكمة والمحتكم ضدها ووضع فيه شرط تحكيم نصه :
“Any dispute, controversy or claim arising out of or relating to this contract or breach, termination or invalidity thereof between the two parties shall be settled by arbitration in accordance with the arbitration rules of the Regional Centre for commercial Arbitration – Cairo (the Centre) in effect on the date of this contract. The award of the arbitrators shall be final and binding on the parties.
The number of arbitrator shall be three.
“Each party shall appoint one arbitrator. If within thirty days after receipt of the Claimant notification of the appointment of an arbitrator the Respondent has not notified the Claimant in writing of the name of the arbitrator he appoints, the Claimant requests the Centre to appoint the second arbitrator.
“The two arbitrators thus appointed shall choose the third arbitrator who will act as the presiding arbitrator of the tribunal. If within thirty days after the appointment of the second arbitrator, the two arbitrators have not agreed upon h\the choice of the presiding arbitrator, then either party may request the Secretary General of the Permanent court of arbitration at the Hague to designate the appointing authority. Such appointing authority shall appoint the presiding arbitrator in the same way a sole arbitrator would be appointed under Article 63 [sic] of the UNCITRAL Arbitration Rules. Such presiding arbitrator shall be a person of a nationality other than the nationalities of the parties.
“Unless otherwise agreed by the parties to the arbitration, the arbitration including the making of the award shall take place. In Cairo, A.R.E.
“If for whatever reason arbitration in accordance with the above procedure would likely fail, then the parties agree that all disputes, controversies or claims arising out of or in relation to the agreement or the breach, termination or invalidity thereof shall be settled by arbitration in accordance with UNCITRAL Rules”.
وفي ملحق للعقد ورد أن القانون المصري هو الواجب التطبيق على العقد. ثم وقع الخلاف بين الطرفين حول مدى مطابقة المواصفات للمتفق عليه في العقد، فأقامت المحتكمة هذا التحكيم طالبة التعويض ومصاريف التحكيم بما فيها أتعاب المحاماة. وشرحاً لدعواها قالت المحتكمة انها تعاقدت مع المحتكم ضدها على شراء ست شحنات بترولية من النوع المسمى Straight Run Naphtha على أن يتم توريد شحنة كل شهرين وذلك على مدى عام كامل يبدأ من يناير وينتهي في ديسمبر. وحدد العقد درجة الجودة بأنها مواصفات المحتكم ضدها في شروطها العامة المرفقة بالعقد، بالإضافة إلى طريقة أخذ العينات من الخزانات الشاطئية لقياس الجودة قبل الشحن في حضور ممثل عن كل من الجانبين. ويتم مزج العينات وصبها في ثلاث عبوات، اثنتان منها مغلقة بإحكام ومختومة بالشمع بخاتم ممثل كل طرف ويدرج عليها تاريخ أخذ العينة واسم الخزان والمادة، وتسلم إحداها للربان وتحفظ الثانية لدى البائعة مدة شهرين وترسل الثالثة على معمل التحليل المتفق عليه لإصدار شهادة بالجودة. وفي الشحنة السادسة والأخيرة تبين لدى وصولها الى جهة الوصول وتحليلها أنها كانت مصابة بتلوث يمسى MTBE. ونتيجة لذلك رفض المرسل إليه استلامها واضطرت المحتكمة إلى بيعها بخسارة وأضافت مصاريف النقل الإضافية إلى مطالباتها.
ولما كان العقد ينص على أنه في حالة الخلاف على درجة الجودة فانه يجوز للمشترية أن تحصل على شهادة تحليل من مختبر آخر خلال مدة شهر. وتقرير المختبر المتفق عليه من الطرفين ملزمة لكليهما ويتحمل الطرف المحكوم ضده مصاريف التحليل. وأنكر ممثلو المحتكم ضدها وجود التلوث في خزانات الميناء وقرروا بوجود العينات معدة للتحليل. لذلك أنذرت المحتكمة المحتكم ضدها إنذاراً على يد محضر لتقديم العينات الى شركة SGS التي أفادت بأن تلوثي النافتا بال MTBE يجب إلا يزيد معدل الـ PPM عن خمسين، وإلا اعتبرت الشحنة غير مناسبة. وأثبتت تقارير التحليل ان نسبة الـ MTBE في جميع خزانات السفن كانت تزيد على خمسين PPM وبناء عليه أقامت المحتكمة هذه الدعوى وعينت محكمها. وأجابت المحتكم ضدها ببيان الدفاع الذي طلبت فيه رفض طلبات المحتكمة مستندة إلى أن الجودة المحددة طبقاً للعقد قد روجعت مراجعة كاملة بتقارير تحليل موقعة من ممثل عن المحتكمة.
وبعد سماع الطرفين قررت محكمة التحكيم أن تكون اللغة العربية لغة المذكرات والمرافعة وأن تكون لغة العقد وهي الإنجليزية هي لغة المستندات والقوائم. وتسجل محاضر الجلسات باللغتين وتكون مسودة الحكم بالعربية ويصدر باللغتين العربية والانجليزية في وثيقة واحدة.
وقدمت المحتكمة حافظة مستندات بها شهادة شركة SGS الدولية عن الشحنة وكتيباً مطبوعاً عن عنصر الـ MTBE كما قدمت المحتكمة في حافظة أخرى مستندات حساب ثمن الشحنة وتطورها خلال فترة الشراء ومقدار النفقات الإضافية في إعادة النقل الناشئ عن رفض تسلم الشحنة في خمس فواتير.
وتقدمت المحتكم ضدها بتقرير تحليل يفيد مطابقة العينات موقع من ممثلي الطرفين. وأمرت محكمة التحكيم المحتكم ضدها بتقديم العينات لإعادة التحليل، كما طلبت أن يمثل أمامها للشهادة ممثل المحتكمة ومدير مكتب شركة SGS للتعرف منه على الوقائع، وما إذا كان الخاتم الموجود مع العينة المقدمة من المحتكم ضدها هي نفس الأختام التي تظهر على أخذ العينات. وطلبت إلى الطرفين الاتفاق على المختبر الكيميائي الذي يقوم بالتحليل.
وفي شهادة مدير مكتب SGS ذكر أن الشحنة تضخ من خلال أنابيب إلى خزانات الميناء، وترد من مصفاة تبعد كيلو متراً واحداً عن الميناء، ثم تضخ مباشرة داخل الخزانات. ومسئولية تنظيف الخزانات تقع على الربان طبقاً لبروتوكول بحري يقرر هذه الممارسات. وعندما يقرر الربان استعداد السفينة للشحن يقوم معه ممثل مكتب SGS بمراجعة الإجراءات المتخذة للتنظيف طبقاً للبروتوكول ثم يتم ملء خزانات السفينة. وطبقاً لمستندات السفينة يعتبر توقيع الربان على تقريره بإتمام عملية التنظيف هو الضمان لذلك. وقال الشاهد أنه أخذ عينة من خزانات السفينة وأخرى من خزانات الميناء وأن هذه الأخيرة هي التي تم تحليلها.
وأنكر كل طرف صلاحية العينة المقدمة من الطرف الآخر نتيجة لعدم وجود ختمه عليها. وتحققت محكمة التحكيم من العينات فوجدت أن العينة المقدمة من المحتكم ضدها ليس عليها خاتم المحتكمة، وأن العينتين المقدمتين من الشاهد ليس عليها خاتم المحتكم ضدها. وبناء عليه قررت محكمة التحكيم إعادة العينات المقدمة إلى الأطراف وأمرت المحتكمة بدفع تكاليف مختبر التحليل لإتمامه وتحديد نسبة التلوث. واتضح من التقرير الذي أمرت به محكمة التحكيم أن التلوث بمادة MTBE بلغ النسب التالية في خزانات الميناء:
- عينة المحتكم ضدها أظهرت نسبة 115 PPM
- عينة ممثل المحتكمة أظهرت نسبة 47 PPM
- عينة خزانات السفينة أظهرت نسبة 96 PPM
وأنكرت المحتكمة صحة النتائج مستندة إلى أن الأسلوب المتبع في التحليل هو عملية IP وليست الأسلوب المتبع دولياً ولا تكون مقبولة إلا في الحالات التي يكون فيها التلوث طفيفاً جداً. كما تمسكت بأنها لا تتجاوز عن أية مخالفة للعقد.